Friday, December 22, 2006

الرهان على رواتب منتسبي الدولة لتعجيل تنفيذ القرار 140

أوميد كوبرولو
رغم معارضة الكركوكيين الأصليين من التركمان والعرب لتنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الذي كتب تحت ظل قوات الاحتلال وتوصية بيكر وهاملتون في تأخير تنفيذ المادة المذكورة في تقريرهم الخاص بالعراق بسب الظروف السياسية والأمنية الغير طبيعية التي يمر بها البلاد، تحاول إدارة الإقليم الكردي التي يسيطر عليها الحزب الديمقراطي الكردي بزعامة مسعود البارزاني وبشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة تعجيل تنفيذ المادة 140 لصالح المخططات المشبوهة في تكريد كركوك وبقية المدن والقصبات التي ينوون ضمها إلى الإقليم العنصري لأنها أي إدارة الإقليم تسيطر على لجنة تنفيذ المادة من خلال أعضائها الموالين لحكومة للبارزاني.
فمثلما سيطرت ميليشيات حزبي الاتحاد الوطني الكردي لصاحبه جلال الطالباني والديمقراطي الكردي لصاحبه مسعود البارزاني على المدينة النفطية وبقية المناطق المحيطة بها بمساندة قوات الاحتلال وجلبوا أكثر من نصف مليون كردي غير عراقي من تركيا وسوريا وإيران وزوروا لهم كافة المستمسكات التي تثبت انتمائهم إلى المدينة التي لم يسكنوها أبدا من قبل وأمنوا لهم السكن والمعيشة وقاموا بالتغيير الديموغرافي فيها، ومثلما شاركوا في إدارة البلاد وحصلوا على مكاسب إدارية لم يستحقوها من خلال تلاعبهم وتزويرهم وانتهاك حقوق مكونات الشعب العراقي الآخرين ولم يوقفهم أحد عند حدهم بسب خيانتهم للعراق وعمالتهم للمحتلين والإسرائيليين الأشرار، فاليوم يجند قياديي الحزبين المذكورين كل أفكارهم وقابلياتهم لتعجيل تنفيذ عملية تطبيع الأوضاع في كركوك وبقية المناطق بعد أن أصبحوا في وضع حرج جدا نتيجة توصيات بيكر – هاملتون والداعية إلى تأخيرها بدون تحديد أي زمن للشروع في تنفيذها وربما ستلغى كليا. ولخوفهم بأن أحلامهم وأحلام سادتهم الصهاينة تبوء بالفشل بعد أن باءت أحلام أسيادهم الأمريكان فعلا بالفشل نتيجة الضربات الموجعة التي يلقونها جنودهم في مستنقع الموت العراقي على يد أبطال المقاومة العراقية البواسل تراهم لم يتركوا بابا وألا يطرقونه ولا محاولة وألا يجربونه لكي يعجلوا في التنفيذ مادامت الحكومة العراقية وقوات الاحتلال ضعيفات وملتهيات بالوضع الأمني الذي أصبح بمثابة مأزق يستحيل الخروج منه.
ففي البداية أبدى كل من البارزاني والطالباني سخطهما ومعارضتهما للتقرير وبعدها أمر إدارة الإقليم الكارتونيون التركمان العملاء الذي أسسوا لهم أحزاب وتنظيمات سياسية كارتونية ( بدون أعضاء ومنتسبين ) للاجتماع في أربيل التي أختارها البارزاني عاصمة له بعد أن طرد قواته بمساندة القوات العراقية التي طلبها من الرئيس العراقي السابق صدام حسين في عام 1996 الميليشيات الكردية التابعة للطالباني منها ليعلنوا رفض الأحزاب والتنظيمات السياسية التركمانية لتقرير بيكر – هاملتون. وبعد ذلك جمعوا العشرات من الكرديات في مسيرة رفض أجابوا كركوك ونشروا خبرا بأن النساء التركمانيات يبدين رفضهن للتقرير. والآن وحسب التقارير الواردة من أرض الحدث أعدت إدارة الإقليم خطة رفض أخرى وهي عبارة عن مراهنة على رواتب الأساتذة والموظفين والعمال التركمان المتواجدين في أربيل وبقية المدن والقصبات التابعة للحكومة المحلية في أربيل من خلال جمع تواقيعهم على أنهم يرفضون التقرير ويطالبون الحكومة العراقية في الإسراع في تنفيذ المادة 140 وإلحاق مدينة كركوك إلى الإقليم الكردي وأعدت الحكومة المحلية قوائم لجمع التواقيع تباشر بالعملية مع توزيع الراتب الشهري على المنتسبين لكي يجبروهم على توقيع تلك القوائم وهم يوقعون على قائمة استلام رواتبهم، ولا خيار لهم إما أن يتركوا رواتبهم تذهب إلى خزينة البارزاني أو يشاركوا في الخيانة لأنهم في حالة الرفض سيعتقلون من قبل عناصر مديرية الأمن الكردي ( الاسايش ) ويقضون عيد الأضحى المبارك في المعتقلات ويعذبون ويهانون حتى يوافقوا على التوقيع.
بدون شك هذه المحاولات الخبيثة والأساليب اللا إنسانية ستستمر يوما بعد آخر وسيحاولون بإقناع بعض الأطراف العراقية في رفض التقرير أيضا ولكنهم سيفشلوا ويفضح جميع مخططاتهم وألاعيبهم وحتى لو استمروا في تنفيذ المادة 140 اليوم وسيلغى غدا ما يتخذونه من القرارات ويطرد من كركوك الذين لا ينتمون إليها وخصوصا الأكراد الغير عراقيين والذين استقدموهم من خارج الحدود العراقي ويلحق بهم الآخرون من عناصر الميليشيات الكردية الذين جاءوا وعائلاتهم من قصبات وقرى السليمانية وأربيل ودهوك ليلعبوا أدوارهم في مسرحية تكريد كركوك . وحتى لو كسبوا الرهان ونزعوا كركوك من العراق بالخداع والتلاعب والتزوير وضموها لإقليمهم الكردي فلن يتركونها الكركوكيون التركمان ولا العرب وسيقاتلون من أجلها مثلما يهدد البارزاني بمحاربة العراق بين حين وآخر وسينتصرون ما داموا أصحاب الحق والله معهم. وستحرر كركوك بأياد عراقية 100% لا مثلما دنست وكردت من قبل أكراد بغير عراقيين وستبقى كركوك عراقية إن أرادوها العملاء أم رفضوها ولا تليق بها غير العراقية أبدا

Wednesday, December 13, 2006

الكارتونيون التركمان وتقرير بيكر - هاملتون


أوميد كوبرولو
أعني بالكارتونيون التركمان تلك الأحزاب والمنظمات والجمعيات الكردو تركمانية التي تشكلها قيادتي الحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردي ( اليكتي ) لصاحبه زعيم الطالبانية مام جلال أبو اللبن والديمقراطي الكردي ( البارتي ) لصاحبه زعيم البارزانية كاك مسعود أبو التتن سابقا والاثنان معا أبو العمالة والخيانة حاليا بين حين وآخر وحسب المتطلبات اليومية والظروف المناخية لدولة الأحلام الصفراوية. فأمثال وليد شريكة، سيف الدين دميرجي، عرفان كركوكلي، شيرزاد عثمان، جودت النجار، عبد القادر البازركان، سامي شبك، موفق قوريالي، بكر جاوشلي الذين لا تربطهم أية علاقة بالشعب التركماني لا من قريب ولا من بعيد لأنهم أساسا كانوا من أفراد أحد الميليشيات الكردية التابعة للحزبين المذكورين كثيرون في أربيل التي أصبحت عاصمة البارزاني والسليمانية التي أصبحت عاصمة الطالباني. ولكن الشعب التركماني معروف من قبل العراقيين شعوب دول الجوار والعالم بوفائه وإخلاصه للعراق العظيم ولن يرضى أبدا بتقسيم العراق أرضا وشعبا ولن يؤيد الأحزاب والتنظيمات العنصرية العميلة للأمريكان والإسرائيليين ولن يفضل الحياة في أحضان غير العراق وتحت غير رايته الشامخة أبدا.
حسب الأخبار والمقالات والتحليلات التي نشرتها الوكالات والشبكات الصحفية والإعلامية العراقية بعد صدور تقرير بيكر – هاملتون لم تبدي أية جهة عراقية معارضتها الشديدة عليها سوى قيادتي مام جلال وكاك مسعود الذين فقدوا عقولهم عندما فوجئوا بتقرير أسيادهم الأمريكان الذين واعدوهم حتما بتحقيق دولة الخيال لهم وخابت آمالهم ومخططاتهم ومؤامراتهم المشبوهة كلها ولم يبقى أمامهم سوى أن يجمعوا جهات عراقية أخرى ترفض التقرير إلى جانبهم ولكنهم عندما فشلوا في ذلك أيضا أوعز البارزاني إلى عملائه سامي شبك وموفق قوريالي وبكر جاوشلي والذين سما لهم أحزاب وتنظيمات تركمانية وهمية بدون قياديين وأعضاء ومنتسبين بأن يجتمعوا في العاشر من الكانون الأول 2006 في مؤتمر صحفي لكي يرفضوا التقرير رفضا تاما ولكي ينشروا بأن تركمان العراق يرفضون تقرير بيكر- هاملتون أيضا فانظروا إلى الخبر الذي نشره موقع المكتب الإعلام المركزي للإتحاد الوطني الكردي وعلى الرابط الآتي والذي جاه فيه بأن التركمان يرفضون تقرير بيكر – هاملتون ويدعون لتنفيذ المادة 140.
http://www.pukmedia.com/arabicnews/11-12/news15.htm
أليس الأمر مضحك للغاية؟ ألم يفكروا أولئك المنبوذين كيف يرفض التركمان تقريرا يؤخر تنفيذ المادة 140 من الدستور اللا عراقي ويؤخر الاستفتاء لضم كركوك إلى الإقليم الكردي؟ أم من كثرة الغباء نسوا بأن التركمان نادوا عشرات المرات إلى تأجيل تنفيذ المادة المذكورة والاستفتاء المذكور إلى أجل آخر وبعد تطبيع الأوضاع في كركوك من قبل لجنة نزيهة غير منحازة إلى أية جهة وإجراء تعداد سكاني عادل وتحت إشراف خبراء من الأمم المتحدة وتوفر ظروف أمنية أحسن. أم هل من المعقول بأن ممثلي التركمان الذين ينادون باستمرار إلى تأجيل تطبيع الأوضاع في كركوك أي تنفيذ المادة 140 يرفضون تقرير بيكر- هاملتون ويدعون لتنفيذ المادة 140 لو لم يكونوا أولئك بأشباه التركمان ( أبو الأحزاب والتنظيمات الكارتونية ) ؟
الأمر الآخر الذي يثبت غباء الجهات الكردية التي خططت لرفض التقرير بأسم التركمان هو بأنه جاء في البيان الذي أصدروه أولئك الكارتونيون التركمان بأن التركمان يناضلون منذ فترة طويلة من أجل إنهاء الحكم المركزي في العراق ناسين بأن التركمان لم يناضلوا أبدا إلا من أجل الاعتراف بهم كإحدى المكونات الأساسية التي تكون الشعب العراقي ومن أجل حقوقهم القومية الثقافية والاجتماعية وإشراكهم في العملية السياسية في عراق موحد يسوده الديمقراطية ولا الفيدرالية الطائفية أو العنصرية التي يناضل من أجلها أعداء العراق من الخونة والعملاء المشبوهين.
فيا للخزي والعار لأولئك الذين يحسبون أنفسهم بتركمان ويعلنوا بدون خجل وإستحاء نيابة عن الشعب التركماني البريء من أمثالهم القذرة ( نحن الشعب التركماني نعيش في أحضان كردستان ) لأن التركماني الحقيقي لن يقبل أبدا بأن يعيش تحت راية العملاء الذين مهدوا للأمريكان والإسرائيليين بتدنيس عراقنا واغتصبوا أراضينا وحقوقنا المشروعة واغتالوا خيرة رجالنا وغيروا من ديموغرافية مدننا وقصاباتنا ويخططون لمحونا كليا. فنحن التركمان مثلما كنا اليوم سنكون غدا ولن نقبل العيش سوى في أحضان العراق العظيم وتحت رايته المقدسة التي حملتها رجال رووا بدمائهم أرض وادي الرافدين في الدفاع عنه رحمهم الله ووفقنا في السير في خطاهم وخسئ المحتلين وأعداء العراق وعملائهم الأشرار

Sunday, November 26, 2006

عودوا إلى عراقيتكم قبل فوات الأوان

أوميد كوبرولو

في لقاء له مع قناة الحرة قال وفيق السامرائي بأنه لا يرغب بخروج القوات الأمريكية من العراق داعيا بأن تلك القوات لو غادرت العراق فأن معظم السياسيون سيغادرون البلاد وتحل الفوضى. يبدو للسامرائي بأن العراق لا يسوده الفوضى الآن وبل يعم السلام والأمان والطمأنينة في ربوع البلاد من أقصى شماله إلى أدنى جنوبه ولا حضر التجوال في البلاد ولا شحة في البنزين والغاز ولا طوابير طويلة في انتظار مركبات الوقود ولا انقطاع للتيار الكهربائي والماء ولا نقص في المواد التموينية ولا بطالة في البلاد والأهم من كل ذلك فالسياسيون والعقول المتعفنة لقوات الاحتلال تمكنوا من القضاء على العمليات التفجيرية الإرهابية والتخريبية في الشارع العراقي ولا عشرات القتلى يوميا من جراء العمليات الانتحارية بالسيارات والمركبات المحملة بالمتفجرات أوالأحزمة الناسفة، ولا عشرات الجثث التي تعثر عليها يوميا في المناطق المتفرقة من بغداد وبقية المحافظات العراقية، ولا اختطافات واغتيالات لرجال العلم والفكر في البلاد ولا تمييز طائفي وقومي يشهده العراق. فبعد كل هذا لا فوضى في البلاد ولأجله يجب بقاء قوات الاحتلال في العراق لكي لا يغادره السياسيون الأفاضل حتى لا تحل الفوضى.



الفوضى يا سادة جلبتها قوات الاحتلال والسياسيون المحنكون الذين جاءوا من خارج العراق ودخلوا أرض السلام على ظهر الدبابات والمدرعات الأمريكية والإنكليزية ومهدوا للصهاينة الأشرار من تدنيس أرض الأنبياء والصديقين والأولياء الصالحين ومهدوا للحركات والمجموعات الإرهابية والتكفيرية في التنقل بحرية في البلاد وينفذوا جرائمهم ويقتلوا العراقيين الأبرياء لكي يضمنوا بقاء قوات الاحتلال التي تضمن بقاء العراق في قبضة السياسيين وأفراد ميليشياتهم المسلحة الذين يقصدهم وفيق السامرائي. وهل من فوضى وخراب وتدمير وتفجير وقتل واختطاف أكثر من الموجود حاليا ستعم على كل شبر عراقي بعد رحيل المحتلين وعملائهم المرتزقة؟



فما على العراقيين المخلصين لتربة وطنهم الغالي إلا وعدم الانصياع لأقاويل البعض من السياسيين القوميين والطائفيين الذين يجرون البلاد إلى حرب أهلية وقودها أبناء الرافدين. وأن يتركوا أفكارهم القومية الشوفينية والطائفية إلى جانب ويعمل من أجل عراق موحد دون التمييز بين ابن الشمال والجنوب ولا الادعاء بالكون من المنطقة الفلانية أو الإقليم الفلاني ولا تفضيل العربي على الكردي أو الكردي على التركماني وبالعكس ولا الشيعي على السني أو بالعكس. وما علينا إلا الاهتمام بعراقيتنا التي توحدنا وتظهرنا أقوى دائما.



كم كان العراق أقوى وأجمل قبل الاحتلال رغم شدة ظلم النظام السابق. وكم كان العراقيون متحابون ومتماسكون ومتعاونون فيما بينما وبدون أن يدعي أحد بأنه عربي أو كردي أو تركماني أو يفكر بأن هذا شيعي وذاك سني أو هذا مسلم وذاك مسيحي. كان النظام السابق متساوي في ظلمه للعراقيين دون تفريق من مدينة وأخرى أو بين قومية وأخرى أو بين دين وأخر وطائفة وأخرى وحتى المعتقلات والسجون العراقية كانت تجمع خليطا من كل مكونات الشعب العراقي. أتذكر جيدا عندما اعتقلت من قبل جهاز الأمن العراقي أواخر عام 1980 وتحولت إلى ذمة جهاز المخابرات العراقي وحكمت وسجنت في سجن أبو غريب مررت على معتقلين حكموا بالإعدام أو السجن من كل مدن العراق قاطبة كركوك، موصل، بغداد، سليمانية، أربيل، كربلاء، نجف، بصرة وإلخ....، عرب، أكراد، تركمان، آشوريين ويزيد، إسلام ومسيحيين، سنة وشيعة. ففي مديرية أمن كركوك توقفت مع أبناء قوميتي التركمانية وآخرون عرب جميعهم كانوا شيعة وقفوا إلى جانبي رغم علمهم بأنني سني. وفي المخابرات العامة كنت في غرفة مع عجوز من موصل تجاوز 70 من عمره، وفي غرفة أخرى مع فتى تكريتي عمره 12 سنة. حتى حزب البعث العربي الحاكم آنذاك كان يجمع في صفوفه الخليط من مكونات الشعب العراقي فكان عدو العراقيين جميعا النظام العراقي برمته وليس العرب أو السنة أو الشيعة.



فما علينا إلا وأن نعود كاملة إلى عراقيتنا التي تنجينا من أمراض العنصرية والطائفية التي جلبته لنا بعض السياسيون العملاء للأمريكان والإنكليز والإسرائيليون الحاقدون على شعبنا والذين جاءونا بعشرات الأحزاب والتنظيمات وبدئوا يطلقون ادعاءاتهم الزائفة في تحقيق الديمقراطية والحرية في البلاد. فبالله عليكم أين هي هذه الديمقراطية التي يدعونها وأين حريتكم؟ وهل تستطيعون أن تجوبوا خارج بيوتكم بحرية أم تمكثوا في بيوتكم بحرية دون الخوف من الإنفجارات والاختطافات والاغتيالات؟ ومن منكم يخرج إلى العمل أو الدراسة أو قضاء احتياجاته لا يحمد الله عندما يعود إلى بيته سالما؟ أ هذه الديمقراطية التي تجبر الألوف ترك بلادهم والهجرة بحثا عن الأمان والسلام لهم ولعائلاتهم في الدول الأخرى؟



فانتماءنا للعراق العظيم قبل أن نكون قوميين أو مذهبيين تدعونا جميعا بغض النظر عن قومياتنا وأدياننا ومذاهبنا وتدعو الشرفاء والمخلصين والمناضلين الحقيقيين من أجل إنقاذ وطننا من الاحتلال الأمريكي ووحدة العراق أرضا وشعبا إلى التخلي عن الأفكار والمبادئ الشوفينية والطائفية الهدامة التي لن تجلب للبلاد وشعبه سوى المزيد من الآلام والويلات والتفرقة وتجر البلاد إلى حرب أهلية طاحنة نتائجها وخيمة جدا. فقبل فوات الأوان لنضع مصير ومستقبل عراقنا العظيم ومستقبل أطفالنا الصغار الزاهر الذي نحلم به أمام عيوننا ونحب ونعز العراق ونعمل على الحفاظ على وحدة أرضه والدفاع عنه وطرد المحتلين الأشرار منه ونحب شعب العراق كله دون التمييز وأن لا ننحاز أبدا لأبناء جلدتنا وأزال الله غضبه عن العراق والعراقيين ووقاهم من كيد الكائدين الحاقدين الأشرار.

Friday, November 24, 2006

يا محلى العراقية



أوميد كوبرولو



قلناها في الأمس ونقوله اليوم وغدا إن الشعب العراقي العظيم من أقصى نقطة في شماله وحتى أدنى نقطة في جنوبه شعب واحد بعربه وكرده وتركمانه وكلدانه وآشوريه وأرمنه ويزيديه، بمسلمه ومسيحيه، وبشيعته وسنيه. ومنذ البداية كان العربي أخو الكردي والتركماني والآخرين وهكذا الكردي والتركماني. وكان المسلم أخو المسيحي وهكذا الشيعي أخو السني. كانت ولا زالت وستبقى علاقة القرابة وحسن الجيرية والمعاشرة والتناسب والتزاوج قائمة بين أبناء مكونات هذا الشعب الجليل ومهما أراد الأراذل والمنحطين والخونة والعملاء الأشرار بأن ينالوا من هذه الأخوة المتينة والعلاقات الطيبة الرصينة فلن يتمكنوا أبدا. فانظروا إلى هذه اللوحة الوطنية الجميلة التي تعكس العراقية الحقيقية. العراقية التي ستبقى دائما أبدا وبتحطم كل المخططات والمؤامرات العدوانية الدنيئة التي تخططها أعداء العراق من الأمريكان والإنكليز والصهاينة وتنفذها الجهات التي لبست ثياب العار والخز والعمالة منذ النشأة الأولى.



في مساء يوم السبت 18.11.2006 فتح الإرهابيون الأشرار نيرانهم على كرديين في متجر في حي العروبة بكركوك يملكه أحدهما وقتلوهما في الحال. وفي اليوم التالي من تنفيذ العمل الإجرامي الجبان هذا، أقيم مجلس العزاء للفقيدين قرب دارهم الكائن في حي غرناطة من كركوك. وحضر المجلس المذكور أقارب ومعارف الشهيدين وأبناء المنطقة بتركمانه وعربه وكرده وعند مساء اليوم وبعد ذهاب قوات الشرطة التي كانت تراقب المنطقة خوفا من هجمات انتحارية، تقدمت بسرعة من الموقع سيارة من نوع أوبل ونزل منها إرهابي يحمل رمانة يدوية يركض نحو الحاضرين ويرميها ليقتل ثلاثة أبرياء في الحال ويصيب خمس وعشرين بجروح مختلفة توفي ثلاثة من بينهم ليصل عدد القتلى إلى ستة. وبعد القبض على مشتبه مصري في المنطقة تم المعرفة على الانتحاري الذي كان سعوديا وتم القبض على مجموعة إرهابية متهمة بتنفيذ خمس وثلاثون عملية إرهابية في كركوك.



النقطة التي جلبت انتباهي ليست بسالة أفراد الشرطة العراقية في القبض على المجموعة الإرهابية التي كانت وراء العمليات الإرهابية التي أدت إلى قتل العشرات من المواطنين الأبرياء في كركوك بدون تمييز بين شيخ عجوز أو أمرآة أو طفل ولا تحديد جنسية الإرهابيين ولا هتافاتهم بالله أكبر بأعلى أصواتهم ولا كون أغلب الشهداء من التركمان في مجلس عزاء كردي، حيث كان أربعة من الشهداء تركمان مقابل شهيد واحد كردي وآخر عربي ، ولكن تواجد العراقية التي جمعت العربي والتركماني والكردي في مجلس عزاء شقيقهم الكردي وبسالة التركماني الشاب الشهيد محمد صابر دميرجي نجل الشاعر التركماني المعروف صابر دميرجي وهو يهاجم الانتحاري المجرم ليمسكه لينقذ الحاضرين من شره. وهل من لوحة أجمل وأعظم من هذه اللوحة التي تعكس الإخاء والمحبة والبطولة والفداء للعراق الكبير والعراقيين الغيار والمواطنة الحقيقية عند أبناء وادي الرافدين.

أليس بعدو وخائن وحاقد كل من يخطط لتمزيق هذه اللوحة الرائعة؟

أليس من حقنا في تشهير كل مجرم عميل للأمريكان والإسرائيليين الذين ينفذون المخططات المشبوهة في النيل من وحدة العراقيين وتقسيم بلادهم بموجب أحلامهم وأحلام أسيادهم الوهمية المريضة؟

فإلى المزيد من التآخي والتآلف والتكاتف والمحبة يا نشامى العراق وإلى المزيد من الصبر على كيد الغادرين فلابد للظلام أن ينجلي ولا بد للنور تحضننا عند الصباح من جديد وترون كيف ينهزم المحتلين وعملائهم ومرتزقتهم تاركين الديار إلى من حيث أتوا. ويبق العراق العظيم عزيزا بالعراقيين المخلصين جميعا.

Tuesday, October 24, 2006

لماذا تغيير أسماء المدن والأحياء


أوميد كوبرولو

كنا نأمل بعد سقوط النظام العراقي السابق بحول وقوة الله تعالى وليس الأمريكان والإنكليز ومرتزقاتهم الأشرار ولا تقنيات العصر الحديث لأن الله عز وجل أراد أن يبين لقادة الأرض نهاية كل طاغوت ودكتاتور وظالم وجبار متسلط على رقاب شعبه، بأن تأتي جهة تقلد سياسة ذلك النظام الذي ناضل العراقيون جميعا من أجل إسقاطه، وترتكب نفس أخطاء ذلك النظام، ولكنه يبدو بأن حب التسلط وظلم الآخرين والتمييز بين فئات الشعب ومكوناته صفات لا يخلوها الذين يستلمون مقاليد الحكم في العراق أبدا. وسنظل نتمنى بأن يأتي نظام وطني نزيه وحر وديمقراطي يفهم معنى الإنسانية قبل كل شيء ويفهم الديمقراطية والعدالة والمساواة ويطبق تلك المفاهيم تطبيقا حقيقيا ولا يدعي بهن فقط.

رغم ادعاء جميع الأحزاب والتنظيمات السياسية العراقية التي دخلت البلاد بعد سقوط النظام العراقي السابق القضاء على الظلم والاضطهاد وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لأبناء الرافدين وعدم التمييز بين مكونات الشعب على أساس عرقي وطائفي وعدم التجاوز على حقوق أحد، لكن الذي نشاهده في واقع الأرض العراقي يبرهن لنا بأن الظلم والاضطهاد والاستبداد وتهديد المواطنين وتخويفهم واعتقالهم واختطافهم وقتلهم بطرق مظلمة مجهولة الذي أصبح قدر العراقيين لا زال حاكما وبل أكثر من فترة حكم النظام السابق الذي سعينا وجاهدنا من أجل القضاء عليه. فللأسف الشديد الكثير من الجهات السياسية العراقية اليوم لم تفلح سوى في زرع الفتن الطائفية والعرقية والحقد والعداء في نفوس مكونات الشعب العراقي الذي يدفع الثمن الغالي يوميا عشرات القتلى وضعف ذلك من الجرحى. فبالله عليكم متى كان الكردي أيام صدام أو قبله يكره تركمانيا أو عربيا أو كلدو آشوريا أو أرمنيا من أبناء كركوك الأصليين؟ أم هل سمعتم يوما ما بأن تركمانيا يكره كرديا أو عربيا أو غيره من أبناء كركوك الأصليين؟ ألم يكن التاريخ أكبر شاهدا على العلاقات الجميلة الطيبة بين مكونات الشعب الكركوكي؟ فلماذا يغتالون رابطة حسن المعاملة والمعاشرة والقرابة والجيرة والدين الإسلامي الحنيف بين أبناء المدينة الذهبية؟

تغيير أسماء المدن والقصبات والقرى ظاهرة غير حضارية لجأ إليها النظام السابق فسمى محافظة قضاء تكريت ب ( صلاح الدين ) نسبة إلى البطل الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، وسمى محافظة كركوك ب ( التأميم ) نسبة إلى تأميم شركات النفط العراقي ومحافظة الديوانية ب ( القادسية ) نسبة إلى واقعة قادسية في عصر الخلافة الإسلامية وهكذا. ربما لم يكن وراء تغيير أكثر الأسماء آنذاك دافعا سياسيا أو عرقيا ولكن الكثير من أبناء المناطق والأحياء التي تغيرت أسماءها تضايقوا من تلك التغييرات وابدءوا سخطهم ورفضهم. واليوم التاريخ يعيد نفسه فبعض الجهات التي كانت مظلومة أيام صدام، أصبحت ظالمة حال دخولها العراق مع قوات الاحتلال وقامت بتقليد سياسة النظام السابق حرفيا وارتكاب نفس الأخطاء التي كانت وراء كره الكثيرين من الأكراد والتركمان وبقية أقوام العراق للعرب. فبدلا من الاستفادة من أخطاء النظام السابق لكسب ود ومحبة وتأييد أبناء الشعب العراقي ، سار قادة تلك الجهات على نهج النظام السابق الخاطئ وبذلك خسروا ثقة الشعب بهم وزرعوا الفتنة النكراء والحقد البغضاء بين مكونات الشعب وأوشكوا البلاد على حرب أهلية لا يفرح له سوى أعداء العراق والعراقيين.

فقامت البعض من الجهات التي دخلت كركوك ضاربة مشاعر وأحاسيس أبناءها عرض الحائط، بتغيير أسماء الكثير من القصبات والقرى والأحياء والشوارع والمستشفيات والحدائق وحتى مراكز الشرطة في المدينة من أسماءها التركمانية القديمة إلى أسماء كردية فبدلا من تغيير اسم مستشفى صدام العام بأسم عالم طب معروف غيروه بأسم كردي ( أزادي ) وغيروا أسم مركز شرطة المثنى الكائن في حي المصلى التركماني بنفس الأسم ( أزادي ) وهكذا غير غيره . وقاموا بتنزيل لوحات دالة المدارس والدوائر الحكومية والمتنزهات المكتوبة بالعربية وتعليق لوحات كتب بالكردية وجهزت قبل سقوط النظام في أربيل وسليمانية، وقاموا بهذا الانتهاك الصارخ أيضا دون أخذ موافقة أحد. وبذلك بدلا من أن ينالوا على ثقة وتأييد الشعب الكركوكي لهم، نالوا على نفور الشعب منهم ومن سياستهم العنصرية البغيضة. ففرض سياسة الأمر الواقع ولغة المحتل وتغيير الأسماء لن تجلب سوى الفتنة والحقد والعداء، والأفضل ذلك ابتكار سبل كسب ود ومحبة وثقة وتأييد الآخرين. فكركوك الأمس التي غير النظام البائد اسمها إلى تأميم عادت إلى أصلها لتحمل أسمها الحقيقي وتتحلى بزيها التركماني الجميل رغم احتلالها وتغيير طابعها الديموغرافي من جديد. وستبقى مدينة ( آلتون كوبري ) تحمل أسمها التركماني الذي غيره النظام السابق إلى ( النهرين ) رغم تسميتها من قبل بعض الجهات الكردية ب ( بردي ) أي الجسر بالعربية.

فبدون شك للأسماء معانيها ودلائلها وعزتها عند أهاليها، فهناك أسماء عربية لمدن غالبيتها من التركمان يعتزون أهاليها بهذه التسميات ولن يقبلوا تبديلها باسم آخر كاسم ( تل عفر )، وأسماء تركية لمدن سكانها أكراد أيضا يعتزون أهالي تلك المدن بتلكم التسميات ك ( كوي سنجاق ) و ( قوش تبة ) ولا يقبلون التبديل أبدا. فالأفضل على تلك الجهات التي تستفز مكونات الشعب العراقي بمثل هذه الأعمال الشوفينية ابتكار أساليب أخرى حضارية تستطيع بواسطتها جمع مكونات الشعب الكركوكي في مدينة كركوك وبقية المدن المحيطة بها على المحبة والوئام والتآلف والتكاتف والخير وتحقق لهم السلام والأمان الدائم وعن طريقها تنال رضاهم وثقتهم. وألا فلا من ظلم وعدوان يدوم أبدا.


Saturday, October 14, 2006

الكرد يدفعون ثمن أخطاء قادتهم

إلى الأستاذ صالح القلاب مع التقدير

أوميد كوبرولو
يبدو بأن عدم معرفة الأستاذ صالح القلاب بالشعب الكردي وقياداته في كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا جيدا أوقعه في أخطاء كبيرة هذه المرة. ولم أتصور بأنني سأقرأ في يوم ما مقالا لكاتب من الدرجة الأولى يدافع فيه عن باطل ويكذب العشرات من الوثائق والمستمسكات المحلية والعربية والعالمية. فيا ترى هل تمكن البارزانييون أو الطالبانيون من أن يستأجروك بدولارات أمريكية ملطخة بدماء المسلمين في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان لكي تصب أفكارك في مدحهم وفي الدفاع عن انتهاكاتهم وجرائمهم بحق العراقيين الآخرين من العرب والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن. فالذي يقرأ مقالك هذا فأما يظنك بكاتب مأجور أو إعلامي فاشل وغافل لا يعلم ما يدور حوله، ولا يتطلع على الأخبار التي تتحدث عن تلك الجرائم البشعة والانتهاكات اللا إنسانية التي تقوم بها القيادات الكردية في العرق بدقة فيا عزيزي ( هذا لم تكن مأجورا ) وقبل يومين فقط اعتدى عدد من أفراد حماية محافظ كركوك والذين هم بأفراد البشمركة الكردية في نفس الوقت على السيد علي مهدي صادق عضو الكتلة التركمانية في مجلس محافظة كركوك وأمام لجنة تنفيذ المادة 142 من الدستور العراقي والمكونة من وزراء ومسئولين كبار في الدولة إضافة إلى محافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة وأهانوه بالضرب والشتم رغم حصانته وماذا لو سمعت عن إهانة وانتهاكات أولئك العناصر من الميليشيات الكردية التابعين للحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردي بزعامة جلال الطالباني والديمقراطي الكردي بزعامة مسعود البارزاني بحق المواطنين العاديين من العرب والتركمان. فيا أستاذي القدير وأنا أصحح بعض معلوماتك الخاطئة قصدا أو بعكسه بخصوص الشعب الكردي وقياداتهم السياسية في موضوعك ( الأكراد: لماذا الحقد عليهم وكرههم ... في كل العهود والمراحل؟! ) المنشور بتاريخ 12 تشرين الأول 2006 في العدد 10180 من جريدة الشرق الأوسط وعلى الرابط أدناه عسى أن تنصح في كتاباتك اللاحقة قيادي الكرد بعدم اللجوء إلى العنف والتهديد وانتهاك حقوق الآخرين والتجاوز على أراضيهم وممتلكاتهم وتكريد المناطق التي يسيطرون عليها بحماية قوات الاحتلال للبلاد لأن ثمن مثل هذه الجرائم والاعتداءات والانتهاكات المستفزة التي يقومون بها قيادتي الحزبان الكرديان الكبيران في العراق وعناصر ميليشياتهم المسلحة يدفعه الشعب الكردي المحروم من أبسط حقوقه تحت خيمة الديمقراطية.
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=387000&issue=10180
أولا: تقول بأنه ( كلما ازدادت تعقيدات القضية العراقية، ازداد استهداف الأكراد واستهداف مسعود البارزاني بالذات ). فأنا لست معك يا أخي فيجب عليك التفريق بين الكرد والقيادات الكردية المتسلطة على رقاب الشعب الكردي. الشعب الكردي يربطه علاقة تاريخية وثيقة مع الشعب العربي والتركماني في العراق وهكذا لهم علاقات مع الشعب التركي في تركيا والشعب الفارسي والتركماني والآذربايجاني في إيران والشعب العربي والتركماني في سوريا . فهناك رابطة القرابة والنسب والانتماء إلى وطن واحد وتقاسم السراء والضراء سويا إضافة إلى الدين الإسلامي. والقيادات الكردية المسيطرة على الشارع الكردي اليوم وللأسف قيادات عشائرية شوفينية ذات نزعة توسعية انفصالية تبيح لها العلاقة مع عدم أخذ موافقة شعبها مع أية جهة في العالم لكي تحقق أحلامها المريضة. استهداف مسعود البارزاني بالذات والذي تطرقت عنه في مقالك دون غيره من القادة الأكراد والعاقل يفهم سبب ذلك، ناجم عن تصرفاته الجنونية وأخطاءه المفضوحة. فالبارزاني وحده من القادة الأكراد هدد الحكومة العراقية وعدة مرات بالانفصال عن العراق في حالة عدم الرضوخ إلى مطالبه التعجيزية. والبارزاني وحده من الأكراد هدد جيران العراق في فترة والعراق بحاجة إلى جهود ومساعدة جيرانه في القضاء على الإرهاب والإرهابيين. والبارزاني هو وحده من الأكراد أمر بإنزال العلم العراقي في المنطقة التي يبسط نفوذه عليها. وميليشيات البارزاني يقتحمون البيوت وينتهكون الحرمات ويسرقون مصوغات النساء في المناطق التي يتواجدون فيها من أجل تحقيق السلام والاستقرار.
ثانيا: أي أمن واستقرار وانتعاش تجاري تحت سيطرة وطغيان البارزاني تتحدث عنها يا أخي؟ فمسعود البارزاني لا يختلف كثيرا عن الرئيس العراقي السابق في اضطهاده لشعوب المنطقة فيما فيهم الأكراد. هل تعلم عن معتقلات وأساليب تعذيب وإعدامات البارزاني الذي بقي أن تسميه ببطل الأمن والاستقرار ورجل العدالة والقانون؟ أم هل تعلم عن عدد العراقيين الذين يهربون من المدن الكردية ويطلبون اللجوء إلى إحدى الدول الأوربية؟ هل سمعت باضطهاد البارزاني الفذ بالتركمان في أربيل والكلدان والآشوريين والشبك واليزيدية؟ وهل تعلم إن عدد المسيحيين الذين هربوا من اضطهاد البارزاني منذ سقوط النظام السابق وإلى سوريا فقط يزيد عن 35 ألف. وهل سمعت عن المظاهرات التي تخرج بسب السوء المعاشي في المدن التابعة للبارزاني؟
ثالثا: إننا منطقة مسعود البارزاني ليست بملكه وبل ملك الشعب الكردي الجزء من الشعب العراقي الكبير وماداموا الأكراد ينطلقون بحرية في مدن العراق كافة فعليه ليس من حق مسعود البارزاني بأن يمنع عراقيا في دخوله وتواجده في أربيل أو دهوك أو سليمانية، ولكن عناصر مديرية أمن البارزاني ( الأسايش ) لا يقبلون بمرور أي عراقي قادم من أوربا عبر البوابة التركية إلا وبعد أن يستوجبوه ويتأكد من أنه عميل ومخلص للبارزاني.
رابعا: أن لا أريد أناقشك في موضوع العلم العراقي الذي دافع عنه العراقيون ببسالة وقالوا كلمتهم الأخيرة فيه وأجبروا البارزاني على تخفيف لهجته الكلامية. وربما يقف بعض العراقيين إلى صف البارزاني في عدم رفع العلم العراقي لإضافة صدام لفظة ( الله أكبر ) فيه، ولكن كيف يستطيع البارزاني بإقناع الشعب العراقي بخارطة دولة كردستان الكبرى ( مناطق تواجد الأكراد في العراق وإيران وتركيا وسوريا ) التي يعلقونها منتسبي حزب البارزاني خلفهم على الحائط وهم يتمتعون بمناصب رفيعة في الدولة العراقية وينعمون من خيرات البلاد.
خامسا: من الغريب جدا وبعد اعتراف مسعود البارزاني شخصيا بعلاقتهم مع إسرائيل، وشهادة ضباط موساد سابقين ووجود عشرات الوثائق والصور التي تثبت علاقة البارزانيين منذ قيادة الملا مصفى البارزاني ( الأب لمسعود البارزاني ) الحركة الكردية وإرساله عناصر الميليشيات الكردية للتدريب في إسرائيل وتواجد الضباط الإسرائيليين في شمال العراق.
سادسا: الأكراد ربما ولكن القيادات الكردية بعد الحرب العالمية الأولى لم تكن أبدا رديفة للأمة العربية، ويبدو إنك لا تعلم مدى حقد الكردي على العربي. فيا أخي هناك عشرات الأمثلة التي تثبت كره القيادات الكردية للعرب فطيلة ثمانية سنوات من الحرب العراقية الإيرانية وسنتان من حرب الخليج لم يشارك كردي بقية أشقائه من الشعب العراقي في الحرب لا لعدم شرعيته وبل لكون العراق بلد عربي وهم بأكراد ومثال آخر بأن الأكراد وبعد انسحاب قوات النظام العراقي من أربيل عام 1991 رفعوا لافتة كبيرة ( طويلة وعريضة ) وكتبوا عليها الأكراد والتركمان أخوة بينما العرب هم كلاب القلعة أي قلعة أربيل. ومثال ثالث ومهم جدا ولكن قديم يرجع إلى عهود سابقة، حيث في الثاني من حزيران عام 1967 أرسلت الحكومة العراقية نائب رئيس أركانها وعددا من كبار ضباطها إلى الملا مصطفى البارزاني الذي طلب بدوره من البارزاني تعاونه مع العراق ضد إسرائيل التي تخطط لشن عدوان على الدول العربية، وقال البارزاني آنذاك لمراسل جريدة لوموند الفرنسية: إنه قال للعراقيين ( أنتم تطلبون مني أن أعلن تضامني مع العرب، ولكن الطريقة الوحيدة للحيلولة دون نشوب الحرب هي مطالبة جمال عبد الناصر بسحب قواته عن الحدود وأن يفتح خليج العقبة من جديد في وجه الملاحة الإسرائيلية، وإلا فإن الهزيمة ستلحق بجميع جيوش الدول العربية.) وقال أيضا البارزاني للوفد العراقي في حينه: ( أنتم ومنذ ستة سنوات تشنون حربا ضدنا وتسعون لتدميرنا، فكيف تطالبوننا أن نعاونكم؟ ) بذلك رفض البارزاني حتى مجرد فكرة إرسال قوة كردية رمزية إلى بغداد للمشاركة مع الجيش العراقي في الحرب ضد إسرائيل. وفي الخامس من حزيران العام 1967 عندما سمع الملا البارزاني بأن الإسرائيليون دمروا جميع أسلحة الجو العربية أحتفل على طريقته الكردو إسرائيلية، إذ أحضر أحد خدمه كبشا ضخما علق في رقبته شريطا أزرق وأبيض ( دلالة على العلم الإسرائيلي ) وكتب عليها ( هنئوا إسرائيل لاحتلالها جبل البيت ). وذبحوا الكبش قربانا لاحتلال القدس. نعم يا أخي هكذا كان البارزاني الأب رديفا للأمة العربية، ودعنا يا أخي من صلاح الدين الأيوبي فلا مقياس بينه وبين قادة الأكراد اليوم, لأنه قبل كل شي كان قائدا إسلاميا حارب الصليبية، وليس كرديا من أمثال الملا مصطفى البارزاني أو محمد قاسملو أو مسعود البارزاني أو جلال الطالباني أو عبد الله أوجلان والذي يملك كل منهم تاريخا مخزيا للشعب الكردي مليئة بعلاقات مشبوهة وخيانة للدول وعمالة للأجنبي وقتل الأطفال والنساء وتدمير البلاد وتجارة المخدرات والخ .
سابعا: تطالب العرب بأن يمنحوا الكرد حقهم في قيام دولتهم الكردية. لا أدري بأي حق تطالبهم بذلك؟ وهل أنت بعراقي قبل كل شي؟ وبأي حق يمنح العرب من أرض العراق إلى أبناءه ليقيموا دولة وينفصلوا عن البلاد؟ العراق بلد له شعب مكون من عرب وأكراد وتركمان وآخرون، فهل من العدل أن يغتصب الكرد أراضي بقية مكونات الشعب العراقي ويعلن انفصاله عن العراق ويخرج الآخرون من المولد بلا حمص؟ العدل أن يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات، فلا جامع للعراقيين أفضل من العراق الموحد بجنوبه وشماله ووسطه. أعجز عندما أفكر في عربي مثلك ( هذا لو كنت هكذا ومخلصا لأمتك العربية ) يطالب العرب بتقسيم بلد محسوب على الدول العربية ( وبالمنسابة فأن القيادات الكردية تعتبر العرب فقط جزء من الأمة العربية ) أي العراق ليس ببلد عربي حسب مفهومهم. ولا أدري كيف تريد موافقة العرب على تقسيم العراق في حين أن أعداء العراق وجيرانه يباركون وحدة العراق ويرفضون تقسيمه؟
ثامنا: هل تعلم يا أخي بأن القيادات الكردية يتبعون نفس سياسة النظام العراقي السابق في العراق الآن؟ وهل تعلم بأنهم دخلوا العراق على ظهر الدبابات الأمريكية واحتلوا المدن والقصبات التركمانية والمسيحية التي يعيش فيها العرب والتركمان والكلدان والآشوريون والأرمن واليزيدية والشبك والصائبة والمندانيين، وقاموا بإدارتها بمباركة الأمريكان لعدم اشتراك الجيش التركي الأمريكان في حربهم المشبوه على العراق؟
تاسعا: وهل تعلم بأن قيادتي البارزاني والطالباني استقدموا ستمائة ألف كردي من تركيا وإيران وسوريا وأسكنوهم في المنطقة التي شرعوا بتكريدها، ولم يتركوا معسكر من معسكرات الجيش العراقي السابق وملعبا من الملاعب ودائرة تعود لأمن ومخابرات النظام السابق والمقرات الحزبية العائدة لحزب البعث العربي الاشتراكي إلا وأن أسكنوا فيه العائلات الكردية التي قدمت من وراء الحدود العراقي ومنحوهم بكافة الوثائق والمستمسكات التي تثبت عراقيتهم وكونهم من أبناء تلك المنطقة المطلوبة تكريدها؟
عاشرا: وهل سمعت وشاهدت الوثائق المصورة عن أساليب الحيل والخداع والتزوير التي أتبعوها أولئك لكي يحصل على أغلبية الأصوات الانتخابية في البلاد عامة والمنطقة الشمالية خاصة، ويتمكنوا من الحصول على المناصب الرفيعة التي لا يستحقونه في البلاد؟ وهل إنك تعلم بأن تلك القيادات وراء تأجيل التعداد السكاني العام في البلاد نتيجة خوفهم من حقيقة تعداد مكونات الشعب العراقي وفضيحتهم من نتائج الانتخابات التي زوروها.
فيا أخي فلو أكتب لك كتابا كاملا عن جرائم وانتهاكات وأخطاء تلك القيادات الكردية التي ابتلت بهم الشعب الكردي فلن تنتهي والأفضل عليك إن كنت تعز ذلك الشعب العزيز علينا أن تكف عن مثل هذه الكتابات الدفاعية عن البارزاني وكأنه يمثل الشعب الكردي كله وسياساته الفاشلة وخياناته المستمرة وعمالته للأمريكان والإنكليز والإسرائيليين وغيرهم الطامعين في أرض وادي الرافدين وتنصحه إلى الصواب لتجنب شعبه من دفع ثمن تلك الأخطاء والخيانات والعمالة إن لم تكن مأجورا من قبله ووفقك الله ورعاك.