Friday, November 24, 2006

يا محلى العراقية



أوميد كوبرولو



قلناها في الأمس ونقوله اليوم وغدا إن الشعب العراقي العظيم من أقصى نقطة في شماله وحتى أدنى نقطة في جنوبه شعب واحد بعربه وكرده وتركمانه وكلدانه وآشوريه وأرمنه ويزيديه، بمسلمه ومسيحيه، وبشيعته وسنيه. ومنذ البداية كان العربي أخو الكردي والتركماني والآخرين وهكذا الكردي والتركماني. وكان المسلم أخو المسيحي وهكذا الشيعي أخو السني. كانت ولا زالت وستبقى علاقة القرابة وحسن الجيرية والمعاشرة والتناسب والتزاوج قائمة بين أبناء مكونات هذا الشعب الجليل ومهما أراد الأراذل والمنحطين والخونة والعملاء الأشرار بأن ينالوا من هذه الأخوة المتينة والعلاقات الطيبة الرصينة فلن يتمكنوا أبدا. فانظروا إلى هذه اللوحة الوطنية الجميلة التي تعكس العراقية الحقيقية. العراقية التي ستبقى دائما أبدا وبتحطم كل المخططات والمؤامرات العدوانية الدنيئة التي تخططها أعداء العراق من الأمريكان والإنكليز والصهاينة وتنفذها الجهات التي لبست ثياب العار والخز والعمالة منذ النشأة الأولى.



في مساء يوم السبت 18.11.2006 فتح الإرهابيون الأشرار نيرانهم على كرديين في متجر في حي العروبة بكركوك يملكه أحدهما وقتلوهما في الحال. وفي اليوم التالي من تنفيذ العمل الإجرامي الجبان هذا، أقيم مجلس العزاء للفقيدين قرب دارهم الكائن في حي غرناطة من كركوك. وحضر المجلس المذكور أقارب ومعارف الشهيدين وأبناء المنطقة بتركمانه وعربه وكرده وعند مساء اليوم وبعد ذهاب قوات الشرطة التي كانت تراقب المنطقة خوفا من هجمات انتحارية، تقدمت بسرعة من الموقع سيارة من نوع أوبل ونزل منها إرهابي يحمل رمانة يدوية يركض نحو الحاضرين ويرميها ليقتل ثلاثة أبرياء في الحال ويصيب خمس وعشرين بجروح مختلفة توفي ثلاثة من بينهم ليصل عدد القتلى إلى ستة. وبعد القبض على مشتبه مصري في المنطقة تم المعرفة على الانتحاري الذي كان سعوديا وتم القبض على مجموعة إرهابية متهمة بتنفيذ خمس وثلاثون عملية إرهابية في كركوك.



النقطة التي جلبت انتباهي ليست بسالة أفراد الشرطة العراقية في القبض على المجموعة الإرهابية التي كانت وراء العمليات الإرهابية التي أدت إلى قتل العشرات من المواطنين الأبرياء في كركوك بدون تمييز بين شيخ عجوز أو أمرآة أو طفل ولا تحديد جنسية الإرهابيين ولا هتافاتهم بالله أكبر بأعلى أصواتهم ولا كون أغلب الشهداء من التركمان في مجلس عزاء كردي، حيث كان أربعة من الشهداء تركمان مقابل شهيد واحد كردي وآخر عربي ، ولكن تواجد العراقية التي جمعت العربي والتركماني والكردي في مجلس عزاء شقيقهم الكردي وبسالة التركماني الشاب الشهيد محمد صابر دميرجي نجل الشاعر التركماني المعروف صابر دميرجي وهو يهاجم الانتحاري المجرم ليمسكه لينقذ الحاضرين من شره. وهل من لوحة أجمل وأعظم من هذه اللوحة التي تعكس الإخاء والمحبة والبطولة والفداء للعراق الكبير والعراقيين الغيار والمواطنة الحقيقية عند أبناء وادي الرافدين.

أليس بعدو وخائن وحاقد كل من يخطط لتمزيق هذه اللوحة الرائعة؟

أليس من حقنا في تشهير كل مجرم عميل للأمريكان والإسرائيليين الذين ينفذون المخططات المشبوهة في النيل من وحدة العراقيين وتقسيم بلادهم بموجب أحلامهم وأحلام أسيادهم الوهمية المريضة؟

فإلى المزيد من التآخي والتآلف والتكاتف والمحبة يا نشامى العراق وإلى المزيد من الصبر على كيد الغادرين فلابد للظلام أن ينجلي ولا بد للنور تحضننا عند الصباح من جديد وترون كيف ينهزم المحتلين وعملائهم ومرتزقتهم تاركين الديار إلى من حيث أتوا. ويبق العراق العظيم عزيزا بالعراقيين المخلصين جميعا.

No comments: