إلى الأستاذ صالح القلاب مع التقدير
أوميد كوبرولو
يبدو بأن عدم معرفة الأستاذ صالح القلاب بالشعب الكردي وقياداته في كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا جيدا أوقعه في أخطاء كبيرة هذه المرة. ولم أتصور بأنني سأقرأ في يوم ما مقالا لكاتب من الدرجة الأولى يدافع فيه عن باطل ويكذب العشرات من الوثائق والمستمسكات المحلية والعربية والعالمية. فيا ترى هل تمكن البارزانييون أو الطالبانيون من أن يستأجروك بدولارات أمريكية ملطخة بدماء المسلمين في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان لكي تصب أفكارك في مدحهم وفي الدفاع عن انتهاكاتهم وجرائمهم بحق العراقيين الآخرين من العرب والتركمان والكلدان والآشوريين والأرمن. فالذي يقرأ مقالك هذا فأما يظنك بكاتب مأجور أو إعلامي فاشل وغافل لا يعلم ما يدور حوله، ولا يتطلع على الأخبار التي تتحدث عن تلك الجرائم البشعة والانتهاكات اللا إنسانية التي تقوم بها القيادات الكردية في العرق بدقة فيا عزيزي ( هذا لم تكن مأجورا ) وقبل يومين فقط اعتدى عدد من أفراد حماية محافظ كركوك والذين هم بأفراد البشمركة الكردية في نفس الوقت على السيد علي مهدي صادق عضو الكتلة التركمانية في مجلس محافظة كركوك وأمام لجنة تنفيذ المادة 142 من الدستور العراقي والمكونة من وزراء ومسئولين كبار في الدولة إضافة إلى محافظ كركوك ورئيس مجلس المحافظة وأهانوه بالضرب والشتم رغم حصانته وماذا لو سمعت عن إهانة وانتهاكات أولئك العناصر من الميليشيات الكردية التابعين للحزبين الكرديين الاتحاد الوطني الكردي بزعامة جلال الطالباني والديمقراطي الكردي بزعامة مسعود البارزاني بحق المواطنين العاديين من العرب والتركمان. فيا أستاذي القدير وأنا أصحح بعض معلوماتك الخاطئة قصدا أو بعكسه بخصوص الشعب الكردي وقياداتهم السياسية في موضوعك ( الأكراد: لماذا الحقد عليهم وكرههم ... في كل العهود والمراحل؟! ) المنشور بتاريخ 12 تشرين الأول 2006 في العدد 10180 من جريدة الشرق الأوسط وعلى الرابط أدناه عسى أن تنصح في كتاباتك اللاحقة قيادي الكرد بعدم اللجوء إلى العنف والتهديد وانتهاك حقوق الآخرين والتجاوز على أراضيهم وممتلكاتهم وتكريد المناطق التي يسيطرون عليها بحماية قوات الاحتلال للبلاد لأن ثمن مثل هذه الجرائم والاعتداءات والانتهاكات المستفزة التي يقومون بها قيادتي الحزبان الكرديان الكبيران في العراق وعناصر ميليشياتهم المسلحة يدفعه الشعب الكردي المحروم من أبسط حقوقه تحت خيمة الديمقراطية.
http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&article=387000&issue=10180أولا: تقول بأنه ( كلما ازدادت تعقيدات القضية العراقية، ازداد استهداف الأكراد واستهداف مسعود البارزاني بالذات ). فأنا لست معك يا أخي فيجب عليك التفريق بين الكرد والقيادات الكردية المتسلطة على رقاب الشعب الكردي. الشعب الكردي يربطه علاقة تاريخية وثيقة مع الشعب العربي والتركماني في العراق وهكذا لهم علاقات مع الشعب التركي في تركيا والشعب الفارسي والتركماني والآذربايجاني في إيران والشعب العربي والتركماني في سوريا . فهناك رابطة القرابة والنسب والانتماء إلى وطن واحد وتقاسم السراء والضراء سويا إضافة إلى الدين الإسلامي. والقيادات الكردية المسيطرة على الشارع الكردي اليوم وللأسف قيادات عشائرية شوفينية ذات نزعة توسعية انفصالية تبيح لها العلاقة مع عدم أخذ موافقة شعبها مع أية جهة في العالم لكي تحقق أحلامها المريضة. استهداف مسعود البارزاني بالذات والذي تطرقت عنه في مقالك دون غيره من القادة الأكراد والعاقل يفهم سبب ذلك، ناجم عن تصرفاته الجنونية وأخطاءه المفضوحة. فالبارزاني وحده من القادة الأكراد هدد الحكومة العراقية وعدة مرات بالانفصال عن العراق في حالة عدم الرضوخ إلى مطالبه التعجيزية. والبارزاني وحده من الأكراد هدد جيران العراق في فترة والعراق بحاجة إلى جهود ومساعدة جيرانه في القضاء على الإرهاب والإرهابيين. والبارزاني هو وحده من الأكراد أمر بإنزال العلم العراقي في المنطقة التي يبسط نفوذه عليها. وميليشيات البارزاني يقتحمون البيوت وينتهكون الحرمات ويسرقون مصوغات النساء في المناطق التي يتواجدون فيها من أجل تحقيق السلام والاستقرار.
ثانيا: أي أمن واستقرار وانتعاش تجاري تحت سيطرة وطغيان البارزاني تتحدث عنها يا أخي؟ فمسعود البارزاني لا يختلف كثيرا عن الرئيس العراقي السابق في اضطهاده لشعوب المنطقة فيما فيهم الأكراد. هل تعلم عن معتقلات وأساليب تعذيب وإعدامات البارزاني الذي بقي أن تسميه ببطل الأمن والاستقرار ورجل العدالة والقانون؟ أم هل تعلم عن عدد العراقيين الذين يهربون من المدن الكردية ويطلبون اللجوء إلى إحدى الدول الأوربية؟ هل سمعت باضطهاد البارزاني الفذ بالتركمان في أربيل والكلدان والآشوريين والشبك واليزيدية؟ وهل تعلم إن عدد المسيحيين الذين هربوا من اضطهاد البارزاني منذ سقوط النظام السابق وإلى سوريا فقط يزيد عن 35 ألف. وهل سمعت عن المظاهرات التي تخرج بسب السوء المعاشي في المدن التابعة للبارزاني؟
ثالثا: إننا منطقة مسعود البارزاني ليست بملكه وبل ملك الشعب الكردي الجزء من الشعب العراقي الكبير وماداموا الأكراد ينطلقون بحرية في مدن العراق كافة فعليه ليس من حق مسعود البارزاني بأن يمنع عراقيا في دخوله وتواجده في أربيل أو دهوك أو سليمانية، ولكن عناصر مديرية أمن البارزاني ( الأسايش ) لا يقبلون بمرور أي عراقي قادم من أوربا عبر البوابة التركية إلا وبعد أن يستوجبوه ويتأكد من أنه عميل ومخلص للبارزاني.
رابعا: أن لا أريد أناقشك في موضوع العلم العراقي الذي دافع عنه العراقيون ببسالة وقالوا كلمتهم الأخيرة فيه وأجبروا البارزاني على تخفيف لهجته الكلامية. وربما يقف بعض العراقيين إلى صف البارزاني في عدم رفع العلم العراقي لإضافة صدام لفظة ( الله أكبر ) فيه، ولكن كيف يستطيع البارزاني بإقناع الشعب العراقي بخارطة دولة كردستان الكبرى ( مناطق تواجد الأكراد في العراق وإيران وتركيا وسوريا ) التي يعلقونها منتسبي حزب البارزاني خلفهم على الحائط وهم يتمتعون بمناصب رفيعة في الدولة العراقية وينعمون من خيرات البلاد.
خامسا: من الغريب جدا وبعد اعتراف مسعود البارزاني شخصيا بعلاقتهم مع إسرائيل، وشهادة ضباط موساد سابقين ووجود عشرات الوثائق والصور التي تثبت علاقة البارزانيين منذ قيادة الملا مصفى البارزاني ( الأب لمسعود البارزاني ) الحركة الكردية وإرساله عناصر الميليشيات الكردية للتدريب في إسرائيل وتواجد الضباط الإسرائيليين في شمال العراق.
سادسا: الأكراد ربما ولكن القيادات الكردية بعد الحرب العالمية الأولى لم تكن أبدا رديفة للأمة العربية، ويبدو إنك لا تعلم مدى حقد الكردي على العربي. فيا أخي هناك عشرات الأمثلة التي تثبت كره القيادات الكردية للعرب فطيلة ثمانية سنوات من الحرب العراقية الإيرانية وسنتان من حرب الخليج لم يشارك كردي بقية أشقائه من الشعب العراقي في الحرب لا لعدم شرعيته وبل لكون العراق بلد عربي وهم بأكراد ومثال آخر بأن الأكراد وبعد انسحاب قوات النظام العراقي من أربيل عام 1991 رفعوا لافتة كبيرة ( طويلة وعريضة ) وكتبوا عليها الأكراد والتركمان أخوة بينما العرب هم كلاب القلعة أي قلعة أربيل. ومثال ثالث ومهم جدا ولكن قديم يرجع إلى عهود سابقة، حيث في الثاني من حزيران عام 1967 أرسلت الحكومة العراقية نائب رئيس أركانها وعددا من كبار ضباطها إلى الملا مصطفى البارزاني الذي طلب بدوره من البارزاني تعاونه مع العراق ضد إسرائيل التي تخطط لشن عدوان على الدول العربية، وقال البارزاني آنذاك لمراسل جريدة لوموند الفرنسية: إنه قال للعراقيين ( أنتم تطلبون مني أن أعلن تضامني مع العرب، ولكن الطريقة الوحيدة للحيلولة دون نشوب الحرب هي مطالبة جمال عبد الناصر بسحب قواته عن الحدود وأن يفتح خليج العقبة من جديد في وجه الملاحة الإسرائيلية، وإلا فإن الهزيمة ستلحق بجميع جيوش الدول العربية.) وقال أيضا البارزاني للوفد العراقي في حينه: ( أنتم ومنذ ستة سنوات تشنون حربا ضدنا وتسعون لتدميرنا، فكيف تطالبوننا أن نعاونكم؟ ) بذلك رفض البارزاني حتى مجرد فكرة إرسال قوة كردية رمزية إلى بغداد للمشاركة مع الجيش العراقي في الحرب ضد إسرائيل. وفي الخامس من حزيران العام 1967 عندما سمع الملا البارزاني بأن الإسرائيليون دمروا جميع أسلحة الجو العربية أحتفل على طريقته الكردو إسرائيلية، إذ أحضر أحد خدمه كبشا ضخما علق في رقبته شريطا أزرق وأبيض ( دلالة على العلم الإسرائيلي ) وكتب عليها ( هنئوا إسرائيل لاحتلالها جبل البيت ). وذبحوا الكبش قربانا لاحتلال القدس. نعم يا أخي هكذا كان البارزاني الأب رديفا للأمة العربية، ودعنا يا أخي من صلاح الدين الأيوبي فلا مقياس بينه وبين قادة الأكراد اليوم, لأنه قبل كل شي كان قائدا إسلاميا حارب الصليبية، وليس كرديا من أمثال الملا مصطفى البارزاني أو محمد قاسملو أو مسعود البارزاني أو جلال الطالباني أو عبد الله أوجلان والذي يملك كل منهم تاريخا مخزيا للشعب الكردي مليئة بعلاقات مشبوهة وخيانة للدول وعمالة للأجنبي وقتل الأطفال والنساء وتدمير البلاد وتجارة المخدرات والخ .
سابعا: تطالب العرب بأن يمنحوا الكرد حقهم في قيام دولتهم الكردية. لا أدري بأي حق تطالبهم بذلك؟ وهل أنت بعراقي قبل كل شي؟ وبأي حق يمنح العرب من أرض العراق إلى أبناءه ليقيموا دولة وينفصلوا عن البلاد؟ العراق بلد له شعب مكون من عرب وأكراد وتركمان وآخرون، فهل من العدل أن يغتصب الكرد أراضي بقية مكونات الشعب العراقي ويعلن انفصاله عن العراق ويخرج الآخرون من المولد بلا حمص؟ العدل أن يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات، فلا جامع للعراقيين أفضل من العراق الموحد بجنوبه وشماله ووسطه. أعجز عندما أفكر في عربي مثلك ( هذا لو كنت هكذا ومخلصا لأمتك العربية ) يطالب العرب بتقسيم بلد محسوب على الدول العربية ( وبالمنسابة فأن القيادات الكردية تعتبر العرب فقط جزء من الأمة العربية ) أي العراق ليس ببلد عربي حسب مفهومهم. ولا أدري كيف تريد موافقة العرب على تقسيم العراق في حين أن أعداء العراق وجيرانه يباركون وحدة العراق ويرفضون تقسيمه؟
ثامنا: هل تعلم يا أخي بأن القيادات الكردية يتبعون نفس سياسة النظام العراقي السابق في العراق الآن؟ وهل تعلم بأنهم دخلوا العراق على ظهر الدبابات الأمريكية واحتلوا المدن والقصبات التركمانية والمسيحية التي يعيش فيها العرب والتركمان والكلدان والآشوريون والأرمن واليزيدية والشبك والصائبة والمندانيين، وقاموا بإدارتها بمباركة الأمريكان لعدم اشتراك الجيش التركي الأمريكان في حربهم المشبوه على العراق؟
تاسعا: وهل تعلم بأن قيادتي البارزاني والطالباني استقدموا ستمائة ألف كردي من تركيا وإيران وسوريا وأسكنوهم في المنطقة التي شرعوا بتكريدها، ولم يتركوا معسكر من معسكرات الجيش العراقي السابق وملعبا من الملاعب ودائرة تعود لأمن ومخابرات النظام السابق والمقرات الحزبية العائدة لحزب البعث العربي الاشتراكي إلا وأن أسكنوا فيه العائلات الكردية التي قدمت من وراء الحدود العراقي ومنحوهم بكافة الوثائق والمستمسكات التي تثبت عراقيتهم وكونهم من أبناء تلك المنطقة المطلوبة تكريدها؟
عاشرا: وهل سمعت وشاهدت الوثائق المصورة عن أساليب الحيل والخداع والتزوير التي أتبعوها أولئك لكي يحصل على أغلبية الأصوات الانتخابية في البلاد عامة والمنطقة الشمالية خاصة، ويتمكنوا من الحصول على المناصب الرفيعة التي لا يستحقونه في البلاد؟ وهل إنك تعلم بأن تلك القيادات وراء تأجيل التعداد السكاني العام في البلاد نتيجة خوفهم من حقيقة تعداد مكونات الشعب العراقي وفضيحتهم من نتائج الانتخابات التي زوروها.
فيا أخي فلو أكتب لك كتابا كاملا عن جرائم وانتهاكات وأخطاء تلك القيادات الكردية التي ابتلت بهم الشعب الكردي فلن تنتهي والأفضل عليك إن كنت تعز ذلك الشعب العزيز علينا أن تكف عن مثل هذه الكتابات الدفاعية عن البارزاني وكأنه يمثل الشعب الكردي كله وسياساته الفاشلة وخياناته المستمرة وعمالته للأمريكان والإنكليز والإسرائيليين وغيرهم الطامعين في أرض وادي الرافدين وتنصحه إلى الصواب لتجنب شعبه من دفع ثمن تلك الأخطاء والخيانات والعمالة إن لم تكن مأجورا من قبله ووفقك الله ورعاك.